fbpx
كيف تمتلك ثروة وتصبح من الأغنياء؟
كيف تمتلك ثروة وتصبح من الأغنياء؟

تنقسم المجتمعات إلى طبقتين رئيسيتين يفصل بينهما فجوة شاسعة من الإمكانات المادية المتاحة، والسمات المجتمعية. ونمط الحياة الاجتماعية، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها الأشخاص المنتمين لكل طبقة. الطبقة الأولى هي طبقة الأغنياء أو الأثرياء الميسورين، الذين يمتلكون الكثير من الأموال والموارد المادية التي تعينهم على التمتّع برفاهية عالية في هذه الحياة. أما الطبقة الأخرى فهي تضم الفقراء والمعوزين، الذين يعانون من الحرمان، والمعاناة في توفير أدنى مقومات الحياة.

بماذا يختلف الأغنياء عن الفقراء؟

يوجد بون شاسع بين الأغنياء والفقراء ، الأغنياء يحظون بخدمات تعليمية وصحية واجتماعية ذات جودة عالية. بينما يفتقد الفقراء لكثير من تلك الخدمات، وفي حال توفرها فإنها تكون خدمات ذات جودة رديئة. علاوة على أنها لا تعينهم على إنهاء حالة العوز والفقر التي يعيشونها، ومن أبرز الفروقات بين الأغنياء والفقراء:

أولًا:- القدرة على التحكّم في الحياة:

يشعر الأغنياء بأنهم قادرون على استثمار الأموال والموارد المتاحة بين أيديهم لتوجيه نمط حياتهم اليومية والتحكّم في مجرياتها، بينما يحيط بالفقراء هالة من الهواجس والخوف من تقلبات الحياة. وما قد يواجههم في حياتهم من التحديات والمعيقات في ظل افتقادهم لأية موارد تساعدهم على مواجهة واجتياز تلك التحديات.

اقرأ أيضًا: رهاب البدايات

ثانيًا:- الاستثمار في الأموال:

يسعى الأغنياء دومًا لتنمية أرصدتهم البنكية، ومضاعفة حجم ثرواتهم من خلال الاستثمار لكسب المزيد من الأموال، بينما يخشى الفقراء من المخاطرة والاستثمار، خوفًا من خسارة ما بين أيديهم من ممتلكات صغيرة أو أموال قليلة.

ثالثًا:- الفرص والعقبات:

يغرق الفقراء في هاجس التفكير فيما قد يواجههم من عقبات ومعوقات. بعكس الأغنياء الذين يحرصون على التركيز على الفرص المتاحة وذلك من خلال استخدام مواردهم المتعددة في اقتناص تلك الفرص وتذليل ما يواجههم من عقبات.

 رابعًا:- الطموحات والأحلام:

أحلام الأغنياء كبيرة، وآفاقهم المستقبلية لتنمية ثرواتهم واسعة. وهم يسخرون أموالهم ومواردهم في تحقيق تلك الأحلام والطموحات، وفي المقابل نجد طموحات وأحلام غالبية الفقراء بسيطة ومحدودة، فهم يحلمون بتوفير مسكن بسيط يأويهم من حر الصيف وبرد الشتاء، وتأمين لقمة عيش تغيث أسرهم وأطفالهم. لذلك نجدهم راضين عما يحصلون عليه من أموال قليلة.

خامسًا:- طبيعة الحياة:

غالبية الأغنياء مشغولون معظم الأوقات، ولا يكادون يجدون وقتًا للفراغ في حياتهم اليومية، فهم أصحاب أموال ومشاريع يعملون على إدارتها. وغالبًا ما تجد منازلهم فارهة، تشتمل على فناء كبير وحديقة جميلة، وحمام للسباحة. مما يوفر لهم جمال المنظر والراحة التامة، وقد يكون لديهم خدم يقومون بتنظيف المنزل. وتحضير مائدة الطعام والتي تزدحم بأفضل أنواع الأطعمة والعصائر، ويلبس أبناء الأغنياء غالبًا أفخر الثياب ذات الماركات العالمية. ويلتحقون بالمدارس الخاصة والداخلية، والتي توفر تعليمًا نوعيًّا، وتتطلب دفع رسوم باهظة.

وفي المقابل نجد حياة الفقراء تتسم بالبساطة، فهم جالسون معظم الأوقات في منزلهم الصغير، ويعمل رب الأسرة طوال ساعات النهار في أعمال شاقة بهدف توفير دخل مادي يعينه على توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة. وقد تكثر الخلافات الأسرية نتيجة الفقر والعوز الشديد، وعدم القدرة على توفير مستلزمات الحياة. ونجد الأبناء يلبسون ملابس بسيطة، ويتلقون تعليمهم في مدارس حكومية مجانية، ويعانون من الضعف الثقافي، وقد تصيبهم بعض الأمراض. ويتعرضون لشتى أشكال الجرائم والانحلال الأخلاقي.

هل تحلم بأن تصبح من الأغنياء؟

الحصول على الثروة والغِنى هو حلم يراود الكثيرين. لكن قلة منهم ممن كرس أفكاره وآراءه وخططه التنظيمية لتحقيق هذا الهدف، نجح نجاحًا كبيرًا في جمع ثروات طائلة. بعد أن عاش في السابق حياة اتسمت بضعف الموارد وشُح الإمكانات، فاكتساب الأموال وجمع الثروات وإن كان يحتاج إلى جدٍّ ومثابرة. وتفكير سليم في مواجهة ما يعترضه من صعوبات وتحديات. ولكنه في النهاية ليس أمرًا مستحيلًا. وخير من أرشدنا إلى نمط تفكير الأغنياء فيما يتعلق بطريقة اكتسابهم للأموال، وتحقيقهم للثروات، هو ، وما يميزهم عن الفقراء هو المؤلف رجل الأعمال الشهير “توماس هارف إيكر“، صاحب كتاب “أسرار عقل المليونير، إتقان لعبة تحقيق الثراء”، والذي أوضح فيه مبادئ الثراء. والفروقات السبعة عشر بين طريقة تفكير الشخص الغني والشخص الفقير، وفق النقاط التالية:

  • الأغنياء يؤمنون بمقولة: “أنا أصنع حياتي”:

الغني يؤمن بأنه قادر على تحقيق النجاح وجمع الثروات، بينما يلعب الفقير دور الضحية ويقوم بإلقاء اللوم على ظروف الحياة، والأشخاص المحيطين به. وفي الوقت يعرف فيه الغني قيمة وأهمية المال، والدور الذي يلعبه في المجتمع والحياة. نجد الفقير يُكثر من الشكوى. ويسوق المبررات لإقناع نفسه بالاستمرار في حياة الفقر متذرعًا بأن المال ليس ذات أهمية، وأنه ليس من ضروريات الحياة.

  • الاغنياء يمارسون لعبة المال من أجل الفوز:

يهدف الغني إلى “الثراء” والحصول على أكبر كمية من المال، وفي المقابل يلعب الفقير لعبة المال باستراتيجية دفاعية بدلًا من الاستراتيجية الهجومية، حيث أن هدفه هو البقاء الشعور بالأمن وليس تحقيق الثراء. أما أبناء الطبقة الوسطى هدفهم الأسمى هو أن يعيش في “راحة مالية” في الحياة، لكن عمليًّا توجد فجوة شاسعة بين الراحة والثراء. لذلك احرص على أن يكون هدفك هو أن تكون غنيًّا وتحقق أكبر قدر ممكن من الثراء.

اقرأ أيضًا: كيف تبدأ الاستثمار في الأسهم؟
  • الأغنياء ملتزمون بكونهم “أغنياء”:

يكون الغني عادةً شديد الوضوح في تحديد هدفه المُعلَن ألا وهو تحقيق “الثراء”. ولا يتردد في حسم رغبته بأنه ملتزم بتحقيق هذا الهدف في الحياة، بينما الفقير غالبًا لا يعلم ما يريد، فهو ليس على ثقة تامة من أنه يريد أن يصبح غنيًّا. فهو يخشى المخاطرة وليس مستعدًّا بالقدر الكافي لتكريس حياته بالكامل من أجل تحقيق “الثراء”.

يعرف الغني جيدًّا ما هو هدفه، ويبذل كامل الجهود للوصول إليه، ويصمم على تحقيقه في شجاعة وتركيز بعيدًا عن الاستسلام. حتى لو تطلب ذلك المخاطرة بوقته، وطاقته، وبذل الأموال في إنشاء مشروع دون ضمانات لنجاحه. وفي سبيل ذلك هو مستعد للتخلي عن هواياته وعاداته، والتضحية برؤية عائلته وأصدقائه من أجل تحقيق “الثراء”.

  • الأغنياء يحلمون أحلامًا كبيرة:

الغني يدرك تمامًا أنه كلما أضاف أكثر لحياة الآخرين كلما امتلك عائدًا من الثراء بشكل أكبر. فالتاجر على سبيل المثال يقوم بحل مشكلات الناس من خلال توفير الخدمات لهم مقابل تحقيق الأرباح، وكلما حل مشكلات أكبر في المجتمع كلما تعاظمت لديه الأرباح.

  • الأغنياء يركزون على الفرص:

دومًا يرى الأغنياء الفرص، بينما لا يرى الفقير سوى المعيقات. فالغني يرى احتمالات النمو، والفقير يرى احتمالات الخسارة، ويتخذ قراراته بناءً على الخوف، وهذا المنهج من التفكير يدفعه للتركيز دائمًا على احتمالات الخطأ في أي موقف من مواقف الحياة، فالهاجس الذي يلاحقه دومًا هو: “ماذا إن لم ينجح الأمر؟”.

يتحمل الغني مسؤولية النتائج في حياته، ويتوقع النجاح كونه يمتلك ثقة في قدراته. ويؤمن أنه في حال الفشل سيعثر على طريق آخر من أجل النجاح وتحقيق الثراء، وهو يؤمن من أن المكاسب تزيد كلما ارتفعت المخاطرة المدروسة. لذلك يبحث دومًا عن الفرص ويلاحقها، ويتخذ القرارات بناءً على معلومات ثابتة وحقائق. أما الفقير فهو يعيش هاجسًا من عدم النجاح، ويعتقد أنه في حال الفشل سوف تحل به الكوارث، لذا تراه يخشى المخاطرة، وفي غياب المخاطرة تغيب حتمًا المكاسب ولا تتحقق الثروات.

اقرأ أيضًا: كيف تُحقِّق الحرية المالية؟
  • الأغنياء يُعجبون بالأغنياء والناجحين:

حتى تصبح غنيًّا وتتعامل تجاريًّا مع الناس يجب أن يثقوا بك أولًا، ليس بالضرورة أن تكون متكاملًا أو مثاليًّا. ولكنك بحاجة إلى التركيز على أفكار تُسّرِّع من تقدمك بشكل كبير لامتلاك عقلية الأغنياء الذين يجيدون اكتشاف الطريق الصواب نحو حياة الثراء. وهذا يتطلب منك أن تكون إيجابيًّا يعتمد عليه الآخرون، شديد التركيز، ثابت العزم، مثابر، مجتهد في عمله، متحمس، تجيد معاملة الآخرين، تجيد التواصل مع الناس، حاد الذكاء، خبير في مجال واحد على الأقل.

العديد من الفقراء قد ينظرون إلى نجاح الأغنياء بشيء من الغيرة والحسد. وهذا عمليًّا ليس هو الطريق الصحيح إلى كسب الأموال وتحقيق الثروات، علاوة على كونه يعزز الطاقة السلبية التي تسري داخل عقول وأجساد أولئك الفقراء. و للتخلص من الغيرة والحسد يجب التدرب على الإعجاب بالناجحين والأغنياء واحترام إصرارهم وقدرتهم على اكتساب الأموال والثروات.

  • الأغنياء يروجون لأنفسهم وقيمهم:

الأغنياء غالبًا ما يكونون مروجين عظماء، يجيدون الترويج لأنفسهم. وخلق المؤيدين والأتباع فعدم إتقان فنون ترويج النفس يُعد من أكبر العقبات أمام الوصول إلى النجاح. وهؤلاء الذين يعانون من مشكلات البيع والترويج غالبًا ما يكونون من المفلسين. لذلك عليك أن تؤمن بقيمتك، وتتعلم فنون البيع، وتُلهم الآخرين، وتحفيزهم نحو الإقبال عليك، وشراء رؤيتك للأمور. فبيع الأفكار وترويجها يشكل خطوة مهمة تساعد على تحقيق حياة الثراء.

  • الأغنياء مستقبلون ممتازين:

إن التلقي يمثل تحديًا لقدرات الكثير من الناس، والأغنياء يشعرون أنهم أصحاب كفاءة، جديرون بما يتلقونه من أموال، فهم يعملون بجد، ويؤمنون بأنه شيء مناسب للغاية أن ينالوا مكافأتهم على المجهود الذي يبذلونه، والقيمة التي يقدموها للآخرين، هم باختصار يجيدون استقبال المال، لقناعته بأن امتلاك المزيد من الأموال يسمح لهم بأن يصبحوا أكثر سخاءً على أنفسهم، وبالتالي تحقيق المزيد من السعادة.

اقرأ أيضًا: كيف تبني ثروة في سن الشباب؟
  • الأغنياء يختارون الحصول على مرتباتهم بناءً على النتائج:

إن المقياس الحقيقي للثراء هو صافي الثروة وليس الدخل الوظيفي، فالدخل هو أحد العوامل التي تحدد صافي الثروة، إلى جانب المدخرات، والاستثمارات، فالتركيز على الدخل الوظيفي لا يحقق سوى صافي ثروة منخفضة، أو لا شيء على الإطلاق، أما الادخار ورغم أهميته، لكنه يتطلب الحفاظ على المدخرات حتى تنجح في تحقيق الثراء، وكلما زاد ادخارك ازدادت سرعة نمو أموالك، وسرعة حصولك على صافي ثورة ضخم، كما أن الأغنياء يسخرون جلّ أوقاتهم في استثمار ما يمتلكون من أموال، ويفتخرون بأنهم مستثمرون بارعون.

  • الأغنياء يتركون أموالهم تعمل بجِد من أجلهم:

يقضي الأغنياء أيامهم في اللعب والاسترخاء، ويوظفون الآخرين كي يعملوا من أجلهم، وهم يوازنون بين نفقاتهم الخاصة بالترفيه والاستمتاع اليوم، وبين الاستثمارات التي تضمن لهم الحرية المالية في المستقبل. أما الفقراء فهم يديرون حياتهم بشكل قصير المدى بناءً على الإشباع الفوري لاحتياجاتهم.

  • الأغنياء يتصرفون على الرغم من الخوف:

الأغنياء لا يتركون مشاعر الخوف تعرقل وصولهم نحو النجاح، فهم يدركون أن تحقيق الثراء ليس بالأمر السهل. لكنهم لا يقومون بقياس أفعالهم على حسب ما هو مريح وسهل، فهذه الطريقة في الحياة مخصصة للفقراء.

اقرأ أيضًا: الاستثمار بالأسهم للمبتدئين
  • الأغنياء يستمرون في التعلم والنمو:

إن النجاح هو مهارة مكتسبة، و الأغنياء يدركون أنه بإمكانهم تعلم النجاح في أي شيء، فتحقيق الثراء لا يتعلق بالوصول إلى الثراء المالي، بقدر ما يتعلق بالشخصية التي يجب أن تكونها، والعقلية التي يجب أن تمتلكها من أجل أن تصبح غنيًا، وإن أسرع طريقة كي تصبح غنيًا هي أن تعمل على تطوير نفسك حتى تصبح شخصًا ناجحًا، الأغنياء يفهمون أنه إذا أصبحت شخصًا ناجحًا، فسوق تقدر على فعل ما تحتاج للقيام به من أجل امتلاك ما تريد من أموال وثروات.

ختامًا إذا أردت أن تنجح في العالم الحقيقي وتحقق ثروة طائلة، فإن أفعالك هي المحك الحقيقي لإدراك النجاح.
تواصل معنا