fbpx
إليك طرق وكيف تحقق الحرية المالية؟
إليك طرق وكيف تحقق الحرية المالية؟

لا يختلف اثنان على أهمية المال و الحرية المالية في الحياة، فهو وسيلة للبعض، وغاية بحدِّ ذاته لآخرين. فالعالم اليوم لا يستطيع التحرك دون أموال، وجميع الناس يسعون بطريقة أو بأخرى للحصول عليه.

 ” المال قد يكون بالنسبة إلى بعضنا شيئًا ضروريًا ومصيريًا، ولكنَّه ليس أهم شيء؛ بل إنَّه مجرد أداة ومصدر قوة يُستَخدَم لخدمة الآخرين، وخدمة الحياة التي نعيشها بشكلٍ مُرْضٍ”.

“أنتوني روبينز” في كتابه “المال إتقان اللعبة”

وبينما يتحكم الكثيرون بالمال، نجد أن المال هو من يتحكم ببعض الأشخاص الآخرين، فنجدهم متعطشين لجمع الأموال، مدفوعين بشغف جمع الأموال. الأمر الذي يؤثر في طباعهم الشخصية، وسلوكياتهم مع الآخرين، حيث يستنزفهم التعطّش إلى المال، فيدمِّر علاقاتهم الاجتماعية، وحياتهم الأسرية. خاصة مع استعداد بعضهم للتضحية بأشياء أكثر قيمة من المال بكثير لمجرَّد اكتسابه والحصول عليه.

“المال نِعْمَ الخادم، وبِئسَ السيد”

السير فرانسيس بيكون

“في الحقد والحسد والغيرة والشهوة والكذب والحرب والجريمة وباطل الأباطيل، لا بد أن تفتش عن المال”

أكرم زيدان في كتابه “سيكولوجية المال”

وفي الوقت الذي يهيمن فيه المال على البعض نجد العديد من الأشخاص الناجحين والذين يعتمدون في إنفاقهم الشخصي على خطة مالية مُعدَّة مُسبَقًا. قد نجحوا في التخلص من الديون، وتأمين بعض المدخرات التي تعينهم على توفير احتياجاتهم المستقبلية في سن التقاعد. ووصلوا إلى مرحلة مالية لا يشعرون فيها بالقلق يشأن كيفية دفع فواتيرهم أو النفقات المفاجئة. وهذا ما نُطلق عليه مصطلح “الحرية المالية”. التي يفسرها البعض بأنها القدرة على شراء ما تحتاج في أي وقت تريد دون أن يؤثر ذلك على مصروفاتك وحياتك الاعتيادية.

مفهوم الحرية المالية:

يرى البعض الحرية المالية بأنها امتلاك ثروة شخصية تعين الشخص على توفير حياة كريمة، وتُؤَمِّن له احتياجاته الأساسية دون حاجته إلى العمل بشكل متواصل. حيث يمتلك الشخص بعض الأصول والتدفقات المالية التي تغطي مصاريفه ونفقاته الاعتيادية.

بينما يرى آخرون أن مصطلح “الحرية المالية” يُقصَد به “الاستقلال المالي”. وهو امتلاك الشخص مصادر دخل مضمونة، تُحقِّق له دخلاً ثابتًا أعلى من مصاريفه الشخصية الدورية. ومهما ازدادت نفقاته الدورية فهي لا تؤثر على مصادر دخله الثابت. بحيث لا يحتاج هذا الشخص للعمل أو الاعتماد على الآخرين.

وفي الوقت الذي يضطر الكثيرون للعمل لأنهم مُجبَرون عليه، فَهُم بحاجة ماسة إلى الدخل الناتج عن هذا العمل لتوفير مستلزماتهم واحتياجاتهم الأساسية. نجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بالاستقلال المالي لا يعملون من أجل جمع الأموال. بل بهدف تحقيق السعادة والثروة والرضا الذاتي؛ وهذا ببساطةٍ هو مفهوم “الحرية المالية” أو “الاستقلال المادي”.

الشخص الذي يتمتع بالحرية المالية لديه الكثير من الأوقات التي توفر له المتعة، ويسعى لقضائها كيفما يشاء. سواءً في السفر وتنظيم رحلة استكشافية ترفيهية حول العالم، أو ممارسة هواياته المفضلة، أو إطلاق مشروعه الخاص الذي يجد فيه نفسه ويحقق ذاته.

اقرأ أيضًا: دليل المستثمر الشاب

خطوات تحقيق الحرية المالية:

توجد خطوات بسيطة يمكنك القيام بها لتحقيق الحرية المالية، وهذه الخطوات هي:

  • ابدأ فورًا بالادخار:

البدء بادخار نسبة بسيطة وثابتة من الراتب الشهري، واقتطاع جزء من الدخل الدوري ووضعه في بيئةٍ آمنة. سيتيح لك الاستفادة من قوة هذا الادخار المتراكم، وكلما اجتهدت في اقتطاع نسبة أكبر من الدخل في المستقبل كلَّما اقتربت بشكل أكثر من تحقيق الحرية المالية، ورغم أن النسبة المقتطعة من الدخل قد تكون بسيطة لكنها مع مرور الوقت تؤسس لك ثروة مالية ذات قيمة، وهذه الوسيلة هي التي مكَّنت “ثيودور جونسون” -مؤسِّس شركة يو بي إس- من تكوين ثروة هائلة في حياته.

ينصح الخبراء بأن تُخطِّط للادخار بحدٍّ أدنى 10% من الدخل الثابت. وهذه النصائح قدمها الكاتب أنتوني روبنز في كتابه “المال سيد اللعبة”؛ وذلك بناءً على مقابلات شخصية أجراها روبنز مع أكثر من خمسين شخصًا من الأثرياء العصاميين وعمالقة أسواق المال. 

عند استلامك الراتب الشهري، وقبل أن تُنفق دولارًا واحدًا على نفقات المعيشة اليومية. اسأل نفسك: كم ستدفع لتأمين مستقبل حياتك؟ وما هو المبلغ الذي ستقرِّر عدم الاقتراب منه مهما حدث في حياتك؟ فإنَّ هذا المبلغ الذي ستحتفظ به اليوم جانبًا هو أساس خطَّتك المالية كلِّها؛ لذا لا تعتبره مدَّخرات. بل اعتبره صندوق الحرية المالية الخاص بك؛ فهو سيمنحك الاستقلال المالي الذي يحلم به معظم الناس.

  • قم بسداد جميع الديون:

في حال أرهقتك الديون، قم على الفور بجدولتها، وضَع خطة زمنية ذات وقتٍ مُحدد لسدادها، فهذه هي أهمُّ خطوة نحو تحقيق الحرية المالية. وهي تساعدك على التخلص مما يثقل كاهلك من ديون والتزاماتٍ مالية مُستَحَقَّة عليك. وبالتالي يصبح بإمكانك الاستفادة من دخلك الشهري في مصارف أخرى. الأمر الذي سيمنحك شعورًا بالراحة والانجاز، ويشكل تحفيزًا لك للبدء بالتفكير جدّيًا في إطلاق مشروعك الاستثماري الخاص بك.

اقرأ أيضًا: إدارة العواطف وعلم نفس التداول
  • توقّف عن الاقتراض:

إذا كنت تبحث عن الحرية المالية فإنه يجب عليك التوقف فورًا عن استخدام بطاقات الائتمان التي تقدم لك إغراءات السحب النقدي اليوم لتوفير الكماليات. وتقيدك بسلاسل السداد الثابت طويل الأجل في المستقبل. توفر لك نقدًا سهلًا اليوم. وبالتالي تعيش تحت ضغط نفسي يثقل كاهلك، ويحد من قدرتك على التحرر المالي في المستقبل القريب.

كذلك عليك التوقف عن الاقتراض من المقتدرين المحيطين بك. فالاعتماد على السلف يبعدك عمليًا عن الأمان والاستقلال المالي، حتَّى تصل إلى مرحلة لا تتمكَّن فيها من سداد نفقاتك الأساسية، أو السيطرة على خطتك المالية.

  • استثمر في نفسك:

لكي تمتلك أكثر، عليك أن تسعى أولًا لتصبح أكبر، وبالتالي يتضاعف دخلك المالي بشكل أكبر، فبحسب كتاب “المال سيِّد اللعبة” لرجل الأعمال “أنتوني روبنز” أن “سِرّ النجاح الاقتصادي يكمن في فهم كيف تصبح ذا قيمة أكبر في السوق”، لذا عليك أن تطور من مهاراتك وقدراتك، وتعزز من خبراتك العملية، وصولًا إلى بناء قيمة كبيرة لنفسك في سوق العمل وأمام الآخرين، فالاستثمار الأقوى الذي يمكن أن تقوم به في حياتك بحسب المستثمر العالمي “وارن بافيت” هو أن “تستثمر في نفسك”.

  • تحكّم في مصروفات:

يعاني الكثيرون من مشكلة عدم امتلاك خطة واضحة للإنفاق الشهري، حيث تكون نفقاتهم عادةً أكبر من قيمة داخلهم الثابت، ما يؤدي إلى تراكم الديون عليهم، وعدم قدرتهم على مواجهة الأزمات المالية الطارئة، وللتخلص من هذه المشكلة قم بتطبيق قاعدة “أنفق أقلَّ ممَّا تكسب، واستثمر الفارق”، والتي تعد إحدى ركائز “الحرية المالية”، وتقوم على فكرة اقتطاع جزء من الدخل الثابت، وإعادة استثماره، وعدم إنفاق كل ما تكسبه من أموال، وهي خطوة مهمة للتحكّم في المصروفات، والاقتراب أكثر من الحرية المالية.

اقرأ أيضًا: النصائح الذهبية للمتداولين المتقاعدين
  • أطلق مشروعك الاستثماري:

إطلاق المشروع الاستثماري الخاص هو الخطوة الأهم نحو الحرية المالية، وهو يشكل مصدر دخل جديد للإنسان، وفي ذلك يقول رجل الأعمال الثري “وارن بافيت” ناصحًا من يسعى نحو تحقيق الحرية المالية: “لا تعتمد على مصدر دخل واحد، قم بالاستثمار، وجد لنفسك دخلًا ثانيًا”.

إطلاق المشروع الاستثماري الأول يتطلب من الشخص دراسة جيدة لسوق العمل. والبحث عن المجالات الآمنة الاستثمار، واستشارة أهل الخبرة والدراية، والأخذ بعين الاعتبار المخاطر المتوقعة، والبحث عن استثمارات تغطي المصروفات السنوية. وكلما ازدادت التجربة الاستثمارية، وحققت النجاح المأمول، كلما نجح الشخص في تحقيق الاستقرار النفسي والمالي في ظل الحرية المالية التي يحلم بها كثيرون.

1 Comment

Comments are closed.

تواصل معنا