يعد الاستثمار في الأسهم فرصة جيدة، ومتاحة للجميع لتنمية ومضاعفة مدخراتهم وأموالهم. فهو يساعد على زيادة الأرباح بشكل كبير في حال امتلك المستثمر خبرة كافية لاختيار الفرص الاستثمارية المتاحة يوميًا في سوق الأوراق المالية. فشراء وبيع الأسهم سريعة وسهلة، وتحقق عائدًا ماديًا منتظمًا في حال اختار المستثمر الأسهم التي تقدم توزيعات الأرباح. علاوة على أن أسواق الأسهم تاريخيًا تعود للتعافي دائمًا والنمو من جديد عند تعرضها لأزمات أو انهيارات طارئة.
كيف تبدأ الاستثمار في الأسهم؟
عملية الاستثمار في الأسهم عملية سهلة ويسيرة، ويمكن البدء بها من خلال الخطوات الستة التالية:
- الخطوة الأولى: تحديد شكل وطريقة الاستثمار
ينبغي ابتداءً تحديد آلية انتقاء الأسهم التي ستقوم بالاستثمار فيها. بعض المستثمرين يفضلون متابعة عملية الاستثمار من شراء وبيع بأنفسهم، وهذا يتطلب منهم معرفة كافية بأسواق الأسهم. وتخصيص الوقت الكافي لدراسة الشركات واختيار الأسهم، واتخاذ قرار الاستثمار الأنسب بالنسبة لهم، ومتابعة مؤشرات أسواق الأسهم بشكل متواصل، ومن أمثلة المؤشرات العالمية مؤشر داو جونز (Dow-Jones) الأمريكي، ومؤشر داكس (DAX) الألماني، ومؤشر نيكاي (Nikkei) الياباني، أما مؤشرات الأسواق العربية فمن أمثلتها سوق دبي الاماراتي وسوق الكويت (KSE) وغيرها.
بينما يفضل آخرون اختيار مستشار محترف، أو وسيط مالي لديه من الخبرة الواسعة والوقت الكافي لدراسة أسواق الأسهم. واختيار الأسهم المناسبة للشراء، وتحديد الوقت المناسب لبيع الأسهم. وذلك للقيام نيابة عن المستثمر بعملية الاستثمار في الأسهم مقابل عمولات متفق عليها.
من المهم إدراك أن إدارة عملية الاستثمار تتطلب وجود حساب وساطة من خلال شركات التداول المرخصة.
- الخطوة الثانية: إنشاء حساب استثماري
تعد عملية إنشاء حساب الاستثمار هي الخطوة الأساسية للبدء فعليًا في عملية استثمار الأسهم. حيث يمكن إنشاء هذا الحساب من خلال وسطاء مقابل عمولات قليلة، ويساعد الوسيط في تقديم بعض الاستشارات، وتحديد الحساب الاستثماري المناسب، وسرعة اتخاذ القرار الاستثماري.
يجب على المستثمر التأكد من قانونية الوسيط، وأنه يمتلك الترخيص اللازم للعمل في سوق الأسهم. حيث يتيح الوسطاء المرخصون وشركات التداول المعتمدة إتمام عملية شراء الأسهم وأنواع الاستثمارات الأخرى، ففي سوق الأسهم الأمريكي على سبيل المثال يجب على الوسيط أن يكون مُسَجَّلًا لدى (SIPC) التي تؤمّن المستثمر في حال حدوث إفلاس مالي، و(FINRA) التي تقوم بتنظيم وحل أية منازعات مالية في سوق الأسهم.
اقرأ أيضًا: النصائح الذهبية للمتداولين المتقاعدين
- الخطوة الثالثة: الإلمام بأسواق الأسهم المالية
معرفة المستثمر بأسواق الاستثمار تساعده على النجاح. وتحقيق الأرباح من عمليات المتداول في سوق الأسهم. وعادة يوجد نوعين من الاستثمار في سوق الأسهم. النوع الأول هو الصندوق الاستثماري المتداول في البورصة (ETF)، وهي صناديق استثمارية يشمل الصندوق الواحد منها مئات أو آلاف الأسهم في مختلف القطاعات والمجالات. وتوجد صناديق استثمار متخصصة في مجالات محددة مثل الطاقة أو العقارات أو الطب وغيرها. ومن أمثلتها صندوق استثمار (SPDR Gold) الذي يتم التداول فيه على أسهم الذهب، وصناديق الاستثمار في (Vanguard) التي ترعى صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة الأمريكية.
عندما يتخذ المستثمر قرار الاستثمار في أحد تلك الصناديق الاستثمارية المشتركة فإنه عمليًا يمتلك أجزاء عديدة من أسهم عدد من الشركات داخل هذا الصندوق وليس أسهم شركة واحدة فقط.
أما النوع الثاني فهو الأسهم الفردية، فهي تمثل نسبة محددة من قيمة رأس مال شركة محددة. وامتلك حصة من تلك الأسهم يعني امتلاك حصة محددة من الشركة. وقد ترتفع بعض الأسهم الفردية نتيجة التقلبات الطارئة لسوق الأسهم. مما يوفر عوائد استثمارية عالية، ولكنها في ذات الوقت تحمل مخاطر عالية من انخفاض قيمتها نتيجة مشكلات اقتصادية طارئة قد تعصف بأسواق الأسهم.
- الخطوة الرابعة: حدد ميزانية الاستثمار في الأسهم
بناء ثروة من الاستثمار في الأسهم يتطلب إضافة أموال إلى حسابك الاستثماري بشكل دوري لتعزيز رصيدك الاستثماري، ولكن قبل أن تبدأ عملية الاستثمار ينبغي الإجابة على سؤالين:
السؤال الأول: كم يجب أن تستثمر؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على ميزانيتك المالية. والإطار الزمني الذي ترغب بالاستثمار خلاله في سوق الأسهم بشكل لا يؤثر سلبًا على حياتك الاعتيادية. لكن الخبراء عادة يوصون المستثمرين الجدد بإبقاء الأموال المستثمرة في سوق الأسهم مدة زمنية لا تقل عن ثلاث سنوات حتى يتمكنوا من تجاوز أي معوقات في سوق الأسهم.
اقرأ أيضًا: دليل المستثمر الشاب
في حال لم يتمكن المستثمر من ترك استثماراته المالية في سوق الأسهم مدة ثلاث سنوات متواصلة. فهنا يُنصَح مسبقًا بإنشاء صندوق للطوارئ يعينه على عدم الاضطرار للانسحاب مبكرًا من سوق الأسهم. مما يساعده على التغلب على التقلبات الطارئة في أسواق الأسهم خلال تلك الفترة.
السؤال الثاني: كم حجم الاستثمار الذي ترغب أن تبدأ به؟
لا تمتلك غالبية شركات التداول حدًا أدنى للحساب، أو قد يكون الحد الأدنى لها منخفض بشكل كبير. مما يتيح الإمكانية للمستثمرين الجدد البدء بمبالغ استثمارية قليلة جدًا. من خلال شراء أسهم جزئية من الأسهم، وصناديق الاستثمار المتداولة. ويمكن أن تتراوح قيمة السهم من دولار واحد إلى بضعة آلاف من الدولارات. فيما يُنصَح المستثمرون الجدد أصحاب الميزانيات المالية الصغيرة بالاستثمار في صناديق التداول في سوق الأسهم (ETF) التي تتيح للمستثمر تخصيص موازنات محدودة للبدء في عملية الاستثمار في الأسهم.
- الخطوة الخامسة: ركّز على الاستثمار طويل الأجل
سحب الأموال المستثمرة في سوق الأسهم بعد فترة قصيرة يؤدي إلى تقويض أهداف المستثمر. ويحول دون تحقيق عوائد مالية عالية، لذلك فإن الاستثمار طويل الأجل هو الأفضل بالنسبة إلى المستثمر. ولكن هذا الأمر يتطلب من المستثمر دراسة كافة المخاطر المحتملة قبل اتخاذ قرار شراء الأسهم، وعدم اتخاذ قرارات متسرعة. كما أن تنويع المحفظة الاستثمارية، والاستثمار في صناديق بدلًا من الأسهم يقلل المخاطر المحتملة، ويعزز فرص تحقيق عائد عالي من الأرباح، كما أن اتباع استراتيجية الاستثمار طويل الأجل يستوجب من المستثمر فحص محفظته بانتظام، والتأكد من تحقيقها الأهداف المرجوة.
اقرأ أيضًا: كيف تبني ثروة في سن الشباب؟
- الخطوة السادسة: تابع أداء محفظتك الاستثمارية
متابعة أداء المحفظة المالية الخاصة بالمستثمر بشكل دوري تساعده على القيام بالتغييرات الضرورية على تلك المحفظة. فيمكنه مثلًا اتخاذ قرار ببيع بعض الأسهم ذات المخاطر العالية. والتي تتسبب في خفض أداء محفظته الاستثمارية بشكل يمثل خطرًا على عملية الاستثمار، كذلك يمكنه اتخاذ قرار بإعادة توزيع أصوله الاستثمارية إذا لم تحقق المحفظة الاستثمارية الحد الأدنى من العائد المالي الذي يرغب به، كما يمكن للمستثمر اتخاذ قرار بزيادة رأس المال في المحفظة وهكذا.
توجد عدة عوامل تدفع المستثمر لاتخاذ قرارات خاصة بمحفظته المالية، فعلى سبيل المثال قد يفكر المستثمر الذي قارب على سن التقاعد في نقل بعض استثماراته في الأسهم إلى استثمارات ذات دخل ثابت أكثر تحفظًا، ودومًا ينصح الخبراء المستثمرين بضرورة تنويع الأسهم في محفظتهم الاستثمارية لتشمل أسهم من قطاعات عدة.
متابعة العوائد الاستثمارية لكل شركة من شركات صندوق استثمار الأسهم ومقارنتها بمؤشر الصندوق هي إحدى القواعد المهمة في متابعة المحفظة الاستثمارية، فهي تساعد المستثمر على تحديد متوسط العائد لكامل محفظته الاستثمارية.
تساؤلات عامة حول الاستثمار في الأسهم:
ما هي أنواع الاستثمارات المالية؟
توجد ثلاثة أوجه للاستثمار في أٍسواق المالي، وهي الأسهم، والسندات، وصناديق الاستثمارات.
- الأسهم: ويتسم الاستثمار فيها بارتفاع معدل العائد على المدى الطويل. مع ارتفاع عنصر المخاطرة الذي يعني احتمال تعرّض المستثمر لخسائر من رأس ماله المستثمَر.
- السندات: تحتاج الشركات الخاصة إلى التمويل وبالتالي تلجأ إلى بيع سندات للمستثمرين للحصول على الأموال المطلوبة. كما قد تلجأ الحكومات إلى إصدار السندات لتمويل مشاريعها، مثل بناء المستشفيات والجامعات، وشق الطرق، وإقامة المحطات الكهربائية، وغيرها من المشاريع العامة.
- صناديق الاستثمارات: هي صناديق استثمارية تقوم بإصدار صكوك ملكية متساوية القيمة شبيهة بالأسهم تسمى وحدات استثمار. ويلجأ المستثمرون إلى شراء حصص من تلك الصناديق الاستثمارية للاستفادة من مزاياها المختلفة، فهي تمتلك خبرة جيدة في إدارة الاستثمار، ولديها قدرة على تنويع الاستثمارات، وبالتالي تقليل المخاطر المحتملة بسبب وفرة الأموال.
وتقوم إدارة تلك الصناديق الاستثمارية باتخاذ قرارات الاستثمار نيابة عن المستثمرين. وبشكل عام فإن العائد الاستثماري في تلك الصناديق هو أكثر أمانًا مع وجود عائد مالي يزيد على عائد السند ويقل عن عائد السهم. وبالمجمل فإن أبرز العوامل التي تدفع المستثمر للاستثمار في نوع محدد من الأوراق المالية دون آخر، هو البحث عن استثمار يولد عائدًا مرتفعًا. ويكون على درجة من المخاطرة يستطيع المستثمر تحمّلها.
بماذا تتميز المحافظ والصناديق الاستثمارية؟
تتميز المحافظ والصناديق الاستثمارية بشكل عام بالمزايا التالية:
- التنوّع الجيد: حيث ينتقي الصندوق الآليات الاستثمارية التي تلائم أهدافه و يستفيد من مبدأ التنوع لتقليل المخاطرة.
- الادارة المتخصصة: حيث يدار الصندوق عادةً بفريق عمل متخصص يتولى متابعة أداء الآليات الاستثمارية المدرجة بكفاءة تتفق وأهداف الصندوق.
- السيولة: حيث يمكن وبسرعة تحويل الوحدات المستثمرة في الصندوق إلى نقد.
- تحقيق التنوع بأقل التكاليف: حيث أن الوحدة في الصندوق تعني ملكية في أكثر من نوع من الآليات الاستثمارية المدرجة في الصندوق.
وتصنف الصناديق الاستثمارية بحسب ما يدرج فيها من آليات استثمارية وبما يتفق وأهداف الصندوق. فعلى سبيل المثال توجد صناديق استثمارية خاصة بالأسهم المحلية. وصناديق خاصة بالآليات الاستثمارية قصيرة الأجل، وصناديق في الأسهم العالمية، وغيرها.
من أين يستقي المستثمر المعلومات عن الأسهم؟
يجب أن يبني المستثمر في سوق الأسهم قراره على معلومات وثيقة الصلة بمستقبل السهم، لذلك يجدر به البحث والتحري عن تلك المعلومات ومصادرها، حيث تتنوع المعلومات التي تهم المستثمرين حسب تنوع احتياجهم، وتختلف مصادر المعلومات بحسب نوع المعلومة التي يطلبها المستثمر، وبشكل عام توجد مصادر تتيح للمستثمر الحصول على المعلومة منها دون تكاليف كبيرة ومنها:
- الاتصال على الشركة نفسها والحصول على المعلومة من مصدرها.
- المواقع الرسمية المصرح لها بنشر المعلومات عن الشركات المدرجة.
- موقع الشركة على شبكة الانترنت وكذلك تقاريرها السنوية.
- القوائم المالية والأخبار الاقتصادية المنشورة في الصحف والمجلات المالية المتخصصة.
- مكاتب خدمات الاستشارات المالية ومطبوعاتها.
- مطبوعات وسطاء الاستثمار.
اقرأ أيضًا: كيف تمتلك ثروة وتصبح من الأغنياء؟
ما هي المعلومات التي يحتاج المستثمر معرفتها عن الشركات مالكة الأسهم؟
تختلف المعلومات التي يحتاج المستثمر إلى معرفتها باختلاف الشركات، فعلى سبيل المثال الشركات التي تعمل في قطاع الصناعات البتروكيماوية قد تكون المعلومات عن أسعار النفط العالمية، والتوقعات سواء بانخفاضها أو ارتفاعها ذات أثر عال عليها أكثر من الشركات التي تعمل في قطاعات أخرى.
يجب البحث دائما عن المعلومة المناسبة التي تناسب توجهات المستثمر، ونيته في البيع والشراء أو الحيازة، إلا أنه بشكل عام هناك معلومات يجب الالتفات إليها والبحث عنها نظرًا لأثرها المباشر في اتخاذ أي قرار استثماري وهي على سبيل الذكر لا الحصر:
- القوائم المالية للشركة خلال فترات سابقة.
- تحليلات النسب المالية الماضية بما في ذلك تواريخ الأرباح والتوزيعات.
- إدارة الشركة ومجلس إدارتها والتغير في أدائها خلال السنوات الماضية.
- الأسعار العالمية للمنتَج الذي تنتجه الشركة، ومقارنتها بالأسعار محليًّا.
- البحث عن مصادر النمو والتوسّع في أعمال الشركة مستقبلًا.
- الأحوال الاقتصادية العامة، مثل: أسعار النفط، التضخم، سعر العملة، اسعار الفائدة، وغيرها.
أخيرًا .. بماذا ننصح المستثمرين الجدد؟
- ينبغي على المستثمر استعمال عقله ومعرفته، واستخدام جميع المعلومات المتوفرة لديه والتي تعينه على اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح.
- الاطلاع على النصائح والارشادات التي توفرها هيئات الأوراق المالية المحلية والعالمية للمستثمرين حول اختيار وإدارة استثماراتهم، ومتابعة مواقعها على شبكة الانترنت.
- الاعتماد على مصادر التمويل الذاتية في الاستثمارات المالية وعدم اللجوء كثيـرًا إلى الاقتراض.
- العمل على تنويع الاستثمارات المالية بعد تحديد مستوى المخاطر التي يستطيع أن يتحملها المستثمر.
- أن يحدد المستثمر نوع الاستثمار من حيث المدة بحيث يتماشى مع أهدافه، أهو استثمار قصير أو متوسط أو طويل الأجل؟
- أن يقوم المستثمر بشكل منتظم بتقدير جدوى استثماراته الحالية، ثم إجراء التغييرات في مكونات المحفظة لتنسجم مع الظروف السائدة في أسواق الأسهم.
- عدم الاندفاع وراء شائعات السوق التي قد تكون صادرة بهدف تضليل بعض المستثمرين.
- عدم السماح للعواطف بالسيطرة على العقل، ويجب ْأن يتصف المستثمر بالشجاعة الكافية لتحمل نتائج قراراته، إذ أن الانفعال في كثير من الأحيان قد يزيد الخسائر.
- الابتعاد عن المضاربة وخاصة في الشركات الخاسرة.
3 Comments
[…] اقرأ أيضًا: كيف تبدأ الاستثمار في الأسهم؟ […]
[…] اقرأ مقال: كيف تبدأ الاستثمار في الأسهم؟ […]
[…] اقرأ أيضَا: كيف تبدأ الاستثمار في الأسهم؟ […]
Comments are closed.